التدليك العلاجي
التدليك هو أول علاج عرفه الإنسان، فهو فن فطري من فنون اللمس، وهو من أكثر أشكال الاتصال البشري عفوية.. فطبيعة الجلد بملايين الأطراف العصبية مع كونه أكبر عضو في الجسم يتيح لنا مساعدة الجسم في التخّلص من الألم والاصابة..
التدليك طريقة للوقاية والعلاج وإعادة التأهيل لكثير من الأمراض والاصابات.. أساسه مجموعة أساليب تدليكية تقوم بها أيدي المدلك أو أجهزة خاصة للتأثير على أجهزة وأعضاء الشخص.. بهدف التأثير على مختلف أجهزة الجسم، وخاصة الجهاز الدوري والعضلي..والدورة اللمفاوية.. لتخليص الجسم من آثار التعب والإصابات وبعض الأمراض..

والتدليك هو تلاعب في الطبقات السطحية من العضلات والنسيج الضام لتعزيز الوظيفة والاسترخاء والرفاهية.. وهو عبارة عن تدليك بالضغط على الجسم سواء كان هذا الضغط منظم، غير منظم، ثابث، متحرك «سواء توتر او حركة او اهتزاز» ويتم عن طريق الأيدي او بأجهزة آلية. والأنسجة التي تعالج بالتدليك تشمل العضلات، الأوتار، اربطة، الجلد، المفاصل، او غيرها من الأنسجة الضامة وتشمل أيضا الأوعية اللمفاوية، وأعضاء الجهاز المعدي والمعوي. كما يستخدم المساج في تدليك الأيدي،الأصابع، الكوع، الركبة، الساعد والقدم..
وقد ازداد الاهتمام بالتدليك في السنوات الأخيرة كعنصر هام من عناصر العلاج الطبيعي المتكامل، وفي الواقع يستخدم التدليك في مجالات متنوعة:
ـ التدليك العلاجي؛
ـ التدليك الرياضي؛
ـ التدليك التجميلي؛
ـ التدليك الاسترخائي؛
ـ تدليك الأطفال.
يهدف التدليك العلاجي عمومًا إلى علاج الألم الجسدي أو الإجهاد، وهو نوع من أنواع التدليك الذي يحسّن من صحة الجسم بشكل عام، ويساهم في تخفيف آلام بعض الحالات الصحية..
ويتضمن التدليك العلاجي تطبيق الضغط الذي قد تختلف درجته حسب حالة المريض وقدراته الجسدية والصحية، حيث أن الضغط الكبير لا يعد شرطًا من شروط التدليك العلاجي.
يمكّن التدليك العلاجي من زيادة ليونة المفاصل وتحسين حركة السائل اللمفاوي وتحفيز إفراز الإندورفينات، وكذا زيادة كفاءة الدورة الدموية.. لذلك يتم استخدامه في التخفيف من الآلام الناتجة عن بعض المشكلات الصحية المزمنة أو الحادة.
تاريخ التدليك ونشأته
يعتبر التدليك أول علاج استخدمه الإنسان منذ اقدم العصور.. وقد مارس الصينيون عملية التدليك منذ القدم لأهداف علاجية وصحية، ومنه انتقل إلى البلدان المجاورة اليابان وكوريا … كما كان التدليك معروفا في مصر القديمة.. هذا ما دلت عليه اثارهم من الكتابات والرسوم والنقوش.. كما استخدمت القبائل البدائية في جنوب افريقيا التدليك قبل الميلاد بالاف السنين.
وفكره استخدام التدليك للأغراض العلاجية بدت واضحة في الحضارة اليونانية ففي عام 460 قبل الميلاد كتب أبو قراط «يجب على الطبيب أن يكون خبيرا في كثير من الأمور ومنها في التدليك.. فالتدليك يمكن أن يقوي المفاصل قليلة التماسك، كما أنه يليّن المفاصل الصلبة..»
أما عند العرب فقد عرفت الحضارة العربية الإسلامية عددا من كبار الأطباء، منهم العالم أبو بكر الرازي والشيخ ابن سينا صاحب كتاب )القانون) وهو اشهر كتب الطب في الحضارة العربية. تطرق ابن سينا للتدليك واساليبه.. وممّا كتبه عن التدليك.. «التدليك يتنوّع.. قاسي يقوي الجسم.. خفيف يهدئ الجسم.. طويل مسبب للنحافة، متوسط ينعش الجسم»
نلاحظ مما سبق اهتمام وممارسة جميع حضارات العالم للتدليك لأهداف صحية وعلاجية، وتطوّر مع الزمن إلى ان اصبح مادة تدرس في الجامعات والمعاهد.. ويمارس في المستشفيات والعيادات ومراكز النقاهة والاستشفاء وفي الأندية الرياضية وصالونات التجميل..
فوائد التدليك العلاجي
يعد العلاج بالتدليك جزء مهم وفعّال في مجال العلاج الطبيعي، حيث يمكنه علاج الكثير من الحالات المرضية واكثرها شيوعا..
ـ علاج إصابات وتقلصات العضلات؛
ـ إصابات الأربطة والأنسجة؛
ـ ضعف الدورة الدموية بالأطراف؛
ـ مفيد جدا لصحة المفاصل بزيادة المرونة لها وتحسين حركة المفصل؛
ـ يساعد في الوقاية من ضمور العضلات، حيث أنه مع التقدم في العمر وقلة المجهود العضلي تصاب العضلات بالضمور وتتقلص في الحجم وتصبح أضعف، يساعد التدليك العلاجي في تأخير هذه المرحلة؛
ـ يساعد المساج في تسهيل حركة الأمعاء والمعدة وتحسين الهضم كما يساعد في تسهيل خروج الفضلات خارج الجسم، ويساعد أيضا في تطهير الجسم وتنقيته من المواد السامة؛
ـ يساعد التدليك العلاجي في تخليص الجسم من الرطوبة والبرد، والشعور بالدفء؛
ـ يساعد المساج في تخليص الجسم من السيلوليت وإنقاص الوزن و شد الترهلات؛
ـ إصابات الظهر والرقبة التي يصاحبها دائما تقلصات عضلية شديدة كنتيجة طبيعية للألم ويكون التدليك العلاجي في هذه الحالة مكملا فعّالا للعلاج الطبيعي؛
ـ يستخدم للاسترخاء والراحة بعد عمل شاق أو تمارين رياضية مجهدة؛
وأظهرت البحوث الطبية أن فوائد التدليك تشمل تخفيف الالآم، والتقليل من القلق والاكتئاب، وخفض ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب بصورة مؤقتة، تصريف السوائل الزائدة، زيادة التروية الدموية لمناطق الجسم كالمفاصل والعضلات، اتزان النشاط الهرموني والكيميائي في الجسم وكذلك حالات القلق..
محاذير..
ليس هناك أمراض تنشأ في حالة عدم الالتزام بالقواعد السابق ذكرها، لكن قد يكون هناك مضاعفات أو زيادة في الألم في المنطقة المصابة بسبب التدليك الخاطئ.. وعليه يحذر على المدلك النقاط التالية..
ـ عمل التدليك للكسور الحديثة..
ـ عمل التدليك عند حدوث خلع المفاصل وخاصة الحديثة والمتورمة منها..
ـ عمل تدليك للسيدات اثناء الدورة الشهرية
ـ عمل تدليك للأشخاص المصابين بأمراض جلدية معدية خشية انتقالها للمدلك نفسه.
أهم أنواع التدليك المستعملة في مركز الرائد
التدليك المسحي
ـ يعتبر التدليك المسحي أكثر الطرق انتشارا من جميع أنواع التدليك.. كما أن تأثيراته الفسيولوجية كبيرة ومتعددة؛
ـ له تأثير مباشر على الجلد برفع درجة الحرارة الموضعية للجزء المدلك، وهذا يسبب إحساسا مريحا بالدفء؛

ـ كما أنه اثناء التدليك يحدث اتساع للأوعية الدموية فيسبب تدفق الدم الشرياني للجزء المدلك، ممّا يساعد على توزيع الدم في الجسم؛
ـ التدليك المسحي يزيد تدفق الدم الوريدي واللمفاوي ممّا يساعد على إزالة الخمول والكسل؛
ـ ينشط حيوية الجلد والألياف العضلية ويحسن مرونة ومطاطية الجلد؛
ـ التدليك المسحي يهدئ الجهاز العصبي ويسبب ارتخاء العضلات، لذا يستعمل كثيرا في التدريب الرياضي في حالات زيادة تنبيه الجهاز العصبي؛
ـ هذا النوع من التدليك يخفّف الشعور بالألم في منطقة الإصابة؛
ـ يعمل التدليك المسحي العميق لتنبيه العضلات ويرفع من خاصية انقباضها، لذا يستعمل في حالات إصابات الملاعب وفي التدليك العلاجي؛
ـ كما يعمل التدليك العميق على تجديد الطبقات السطحية من الجلد.. ويحسن وظائف الغدد الدهنية والعرقية.
التدليل الدعكي

ـ يعتبر التدليك الدعكي الطريقة الثانية لأنواع التدليك اليدوي ويستعمل كتدليك علاجي في أغلب الحالات؛
ـ يحسن التدليك الدعكي الدورة الدموية واللمفاوية الموضعية والتي تؤدي لتغذية الأنسجة؛
ـ يرفع التدليك الدعكي الحرارة الموضعية بحوالي 5 الى 15 درجة للجزء المدلك؛
ـ التدليك الدعكي يعمل على اجزاء محدودة من الأنسجة لذلك لا تكون اتجاه اليد إلى الأوعية الليمفاوية؛
ـ التدليك الدعكي يساعد على تخفيف الألم في حالة التهاب الأعصاب وعرق النسا؛
ـ يساعد التدليك الدعكي في علاج الاصابات الرياضية كما في حالات الجروح والكدمات.
التدليك العجني
ـ يعتبر التدليك العجني من الطرق الأساسية للتدليك وهو اصعبها من حيث الأداء وله
تأثير مباشر على الجهاز العضلي، لذا له اهمية كبيرة في التدريب الرياضي؛
ـ يساعد التدليك العجني على تقوية الدورة الدموية واللمفاوية ويحسّن تجدد الخلايا؛

ـ التدليك العجني له تأثير عميق على الأنسجة ويساعد على إثارة عدد كبير من الإشارات العصبية الواردة وهذا يؤثر تأثيرا إيجابيا على الجسم ككل؛
ـ التدليك العجني يؤثر بعمق على الألياف العضلية فيرفع من قدرتها على الانقباض كما يزيد من مرونة الأربطة؛
ـ التدليك العجني له تاثير على الأجزاء السطحية والعميقة للمجموعات العضلية ويمكن مقارنتها بمثابة الحركات القصيرة للألياف العضلية وخاصة في حالات ضمور العضلات أو حالات ضعفها على العمل .
ـ التدليك العجني يرفع قدرة العضلة على العمل كما انه يخفّف ويزيل تماما التعب العضلي.
التدليل الخبطي والنقري

ـ هو اكثر الحالات تنبيها ولكن أكثرها ضررا إذا تم بأيد غير محترفة، وتتم الحركة فيه باداء المدلك لحركة النقر او الطرق او القرع بيد واحدة او بكلتا اليدين على الجزء المراد تدليكه
ـ يعتبر هذا النوع وسيلة لتنبيه أجهزة الجسم تنبيها آليا،
فإذا استخدم على العضلات المسترخية فانه يحدث انقباضا، كما ان له تأثيرا واضحا على الشعيرات الدموية السطحية، ونهايات الأعصاب الحسية بالجلد
-يؤثر على الجهاز العصبي كله؛ فهو ينبّه الأعصاب وينشّط غدد العرق.
-أما بالنسة للأنسجة العميقة فهو يعمل على تنبيهها وتفتيت أي التصاقات بها والتخلّص من أي رشح، فإذا طبق على العمود الفقري فإنه ينبّه الأعصاب، ويقوّي القلب بطريقة الفعل المنعكس. ويعتبر التدليك الطرقي من أدق أنواع التدليك وهو وسيلة فعّالة لرفع درجة حرارة الجسم.
-يعد التدليك النقري وسيلة لتنبيه اجهزة الجسم تنبيها آليا، لأنه يؤدي إلى تطاول في النسيج العضلي، مؤديا إلى إشارة منعكسة، فتكون النتيجة تقلصا عضليا، وهذا يحسن النغمة العضلية كما يزيد من الإثارة العصبية، فاذا هو تدليك منشط، ودرجة هذه الإثارة تتابع حساسية الشخص الخاضع للتدليك، ولذلك يستعمل كمنشط للرياضيين قبل بدء الممارسات والتدريب
-يعمل على استرخاء العضلات وتخفيف الألم إذا نفذ لمدة طويلة
-يساعد على تسهيل خروج المفرزات.
التدليك الاهتزازي
-يمكن ان يؤدى التدليك الاهتزازي بيد المدلك او بواسطة الأجهزة الخاصة بذلك، وهو عبارة عن حركات اهتزازية صغيرة بدرجة مختلفة القوى، ويعتبر التدليك الاهتزازي مجهدا جدا ليد المدلك لذلك يستعمل في التدليك الرياضي لوقت قصير جدا
-يساعد التدليك الاهتزازي على زيادة عملية البناء ويزيد من تدفق الدم الشرياني للجزء المدلك فيحسن من تغذية الأنسجة.
-يؤدي إلى تحسين مرور الدم في الأوعية الدموية واللمفاوية، كما يساعد على توزيع السوائل بين الانسجة.


- يعطي التدليك الاهتزازي تاثيرا مخدرا، ولذلك يستخدم بنجاح في حالات التقلص العضلي.
-يوثر على الجهاز العصبي ويصبح تأثيره منشطا او مهدئا على حسب طول فترة التدليك
التدليك الاحتكاكي

هو حركات دائرية صغيرة متتالية تؤدي لتحريك مختلف طبقات الجلد على بعضها. وينفذ التدليك الاحتكاكي عادة على المناطق التي لا يمكن او من الصعب القبض عليها، وحول المفاصل وما بين الأمشاط، ومن تأثيراته الفيزيولوجية:
-تحرير الجلد من أي التصاق
- تمطيط الألياف العضلية والوترية
-يساعد على امتصاص المواد الناتجة عن التهاب الأنسجة.
-ينشط الدورة الدموية ويؤثر على النهايات العصبية.
-تهدئة آلام المنطقة القطنية
-وجود التهاب موضعي
-الكسور التي ازيل عنها الجبس حديثا.
التدليك الارتعاشي
يعد التدليك الارتعاشي من حركات التدليك الصعبة والفعّالة جداا، ومن تأثيراته الفيزيولوجية:
-تنشيط الدورة الدموية، لأنه يؤدي إلى انقباض وعائي مما يسبب زيادة ضغط الدم الموضعي؛
-يؤدي إلى زيادة الإثارة العصبية.

-يؤدي إلى الاسترخاء والارتياح ويخفّف التعب والتشنج والتوتر الزائد عند أدائه بشكل واسع بطيئ، ويطبق بصورة خاصة على الرياضيين عند قيامهم بجهد عالي.
-يساعد على تحريك المفاصل المتيّبسة
التدليك لتخفيف الوزن

إن عملية التدليك تعمل على تكسير الدهون، وتخّفف من ظهورها، يساعد مساج البطن على تخليص الجسم من السموم المتراكمة وتحسين عملية الأيض وعمل الجهاز الهضمي، ويزود الجسم بالطاقة لممارسة المزيد من التمرينات وهو ما يعني خسارة المزيد من الوزن..
كما يُنشط المساج الدورة الدموية في منطقة البطن، ممّا يعني تعزيز حرق الدهون في تلك المنطقة، ومنع تكوّن الطبقات الشحمية وظهور الكرش..
كما يمكن عمل مساج التصريف اللمفاوي لتدعيم مناعة الجسم، وطرد السموم، بالإضافة إلى تعزيز الأيض، وتخليص الجسم من الشعور بالتعب والإرهاق، وبعد تنفيذ هذا النوع من المساج فإن الاسترخاء الحاصل للجسم، يعمل على إضعاف الشهية، فيساهم في تقليل الوزن، ونقص استقبال المزيد من الدهون.
التدليك التجميلي
التدليك هو الطريقة الأسهل والأكثر فاعلية لتجديد الحيوية للبشرة .. هذا النوع من المساج بسيط للغاية ولا يستغرق الكثير من الوقت لكن تأثيره واضح ورائع.
وبفضل هذا النوع من المساج ، يتحسن دوران الدم والتصريف اللمفاوي ممّا يساهم في تغذية البشرة وإزالة السموم ، وإنتاج الكولاجين الخاص بها. فيصبح جلد الوجه والرقبة أكثر مرونة وانتعاشاً ، كما يعمل على تنشيط الغدد الدهنية ، وهو أمر ضروري للغاية للحصول على وجه صحي ونظيف.

تساهم تقنيات التدليك الخاصة في تجديد طبقات الجلد المترهلة فتساهم في تأخير علامات الشيخوخة المتقدمة، وكذا التخلص من الخطوط الرفيعة في الوجه فتحسن من شكل الوجه.
التطبيقات التدليكية في التدليك التجميلي تُنشط تدفق الدم في العضلات ، ممّا يجعل الوجه أكثر شبابا. يوصى بإجراء هذا التدليك بعد 25 سنة ، أي بعد ظهور التجاعيد الأولى.
خصائص التدليك التجميلي:
تحسين مظهر البشرة؛
زيادة تفتيح لون البشرة؛
إزالة التجاعيد؛
تشبّع أنسجة الوجه والرقبة بالأكسجين؛
استرخاء عضلات الوجه؛
زيادة مرونة الجلد ونعومته؛
بالنسبة للتجاعيد الكبيرة ، فلا يمكن التخلص منها بشكل كامل. ولكن ممكن تقليل العمق، وتحسين المظهر العام للوجه، بالإضافة إلى أن التدليك وسيلة ممتازة لمنع ظهور طيات جديدة. تجدر الإشارة إلى أن الإجراء يتم في الغالب باستخدام الزيوت والخلطات الخاصة التي تخترق الجلد بشكل أفضل تساعد في مكافحة الشيخوخة.
موانع للتدليك من التجاعيد
لا يمكن إجراء التدليك ودرجة حرارة الجسم مرتفعة؛
أمراض الجهاز التنفسي تمنع من تطبيق أي نوع من التدليك التجميلي؛
لا يمكنك تنفيذ إجراءات تجميلية على الجلد التالف الملتهب مع البثور أو الجروح أو الفطريات أو غيرها من الآفات؛
الاحمرار بعد إجراء التدليك عادي، وهو يشير إلى تدفق الدم إلى الأنسجة.
التدليك بالحجر الساخن
تُعرف تقنية التدليك بالحجر الساخن بأنَّها أحد أنواع التدليك التي تستخدم الأحجار الملساء والساخنة، ويستعمل هذا النوع من التدليك للإسترخاء أو للتخلص من التوتر أو العلاج.

يستعين المعالج بتقنية التدليك بالحجر الساخن بنوع من الصخور البركانية التي تسمّى البازلت لما لها من خصائص حافظة للحرارة، حيثُ يتم تسخين الحجارة عن طريق وضعها بالماء الساخن قبل أن يوضع على نقاط محددة من الجسم؛ كالظهر، اليدين، القدمين، الوجه، والمعدة..
يستخدم المعالج تقنيات متنوّعة لإرخاء عضلات الجسم الطولية، كما يستخدم تقنيات التدليك المنتظم، ولعلَّ أهم ما يميّز تقنية التدليك بالحجر الساخن هي ما تمنحه خصائص الحرارة والوزن للحجر من فوائد لتدفئة العضلات وإرخائها وهذا ما يتيح للمعالج تنفيذ تقنيات التدليك بالضغط على المناطق المتعبة في الجسم بشكل أعمق دون التسبّب بإنزعاج للشخص.
فن التدليك بالحجر الساخن
يستخدم المُعالج تقنية تسخين الأحجار في الماء لتكون في نطاق درجة حرارة معيّنة ودقيقة تتراوح ما بين 120 و 130 درجة فهرنهايت، وقد يبدأ بالتدليك بالحجر الساخن بالاستعانة بتقنية تدليك سويدية تكمن أهميتها بتحضير العضلات واسترخائها.

كما يتيح استخدام الحجر الساخن للمعالج الوصول لنقاطٍ أعمق من الجسم لتحقيق أكبر استفادة من التدليك، من جهةٍ أخرى يتم استخدام أنواع معيّنة من زيوت التدليك للمساعدة في تدليك الظهر، الرقبة، الذراعين، الساقين، بالحجر الساخن أو بدونهِ، ومن أجل الحصول على فوائد علاج التدليك بالحجر الساخن..
الفوائد الصحية لمساج الحجر الساخن
تستخدم تقنية التدليك بالحجر الساخن غالبًا للإسترخاء، غير أنه أَصبحَ علاجًا تكميليًا شائعًا، وقد أظهرت العديد من الدراسات الفوائد العلاجية التي يمنحها زيادة على الاسترخاء ومن أهمها:
• تخفيف التوتر العضلي والألم؛ حيثُ يساعد التدليك على منح العضلات فرصة للإسترخاء.
• التقليل من التوتر والقلق؛ فبحسبِ دراسة أجريت عام 2001 بيَّنت أن الخضوع للعلاج بالتدليك يحسّن من استجابة القلب والأوعية الدموية ويقلل كثيرا من احتمال حدوث السكتة الدماغية.
• تعزيز فوائد النوم؛ يساعد التدليك على الإستمتاع بنوم أكثر راحة، حيثُ يُعد بديلًا لأقراص النوم لمن يعاني من الأرق، كما أن الأطفال الذين يتلقون تدليكًا مدته لا تقل عن 15 دقيقة ينامون بشكلٍ أسرع، ويستيقظون بنشاط وإيجابيةٍ أكبر.
• المساعدة في تخفيف أعراض أمراض المناعة الذاتية؛ كالألم العضلي الليفي.
• تعزيز قدرات الجهاز المناعي؛ فبحسب دراسةٍ أجريت عام 2010 أظهرت نتائجها أنَّ جلسة واحدة من العلاج بالتدليك تزيد من قدرات الجهاز المناعي.
• استخدام التدليك بالحجر الساخن لتخفيف الألم؛ ارتبط التدليك بالحجر الساخن ارتباطًا وثيقًا بتخفيف توتر وألم العضلات، لما يمنحه من فوائد زيادة تدفّق الدم للمنطقة المراد علاجها، بالإضافة إلى زيادة مرونة العضلات، وسلاسة حركتها، والتقليل من تقلّصاتها.
• من المهم الإِشارة إلى أنَّ المرضى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يستفيدون من تقنيات وفوائد التدليك بالحجر الساخن من خلال تطبيق تدليك معتدل الضغط ليتمكّنوا من ملاحظة نطاق أكبر من الحركة بعد شهر واحد من الخضوع لجلسات العلاج بالتدليك.
ما هي محاذير استخدام التدليك بالحجر الساخن؟
غالبًا ما يكون الخضوع لتقنيات التدليك بالحجر الساخن آمنة حيثُ يتم ذلك بالاعتماد على معالج متخصّص، ولكن من المهم الإشارة إلى أنَّ هناك بعض الظروف والحالات الطبية التي يجب تجنُّب خضوع أصحابها للتدليك بالحجر الساخن ومن أهمها:
• الإصابة باضطرابات النزيف أو في حالة تناول مميعات الدم.
• الحروق على الجلد.
• الجروح المفتوحة.
• وجود تاريخ من الاصابة بجلطات الدم.
• الخضوع لعملية جراحية في الأسابيع الستة الماضية.
• الإصابة بكسر أو هشاشة العظام الشديدة.
• الإصابة بحالة انخفاض الصفائح الدموية.
• لا يستحسن استخدام الأحجار الساخنة للنساء الحوامل.
• من جهةٍ أخرى قد يشكل الخوف من التعرُّض للحروق جرَّاء استخدام الحجر الساخن قلقًا لدى الكثيرين، وعليه من المهم دائمًا وضع حاجز كالمناشف أو حتى الورق بين الجلد والحجر الساخن.
الترسبّات البلورية «العقد»
قد يشعر المريض بوجود ترسبات بلورية حبيبية تسبب الألم أثناء العلاج في النهايات العصبية، ويعتقد أنها ترسبات من الكالسيوم استقرت تحت سطح الجلد عند النهايات العصبية. ويعتقد أن زيادة حموضة الدم اPHب تزيد من تكوّن ترسبات الكالسيوم في النهايات العصبية لأي عضو في الجسم، وتتطوّر هذه الترسبات لتصبح بلورات حمضية يمكن أن تعيق الدوران الطبيعي للدورة الدموية. وتعتبر منطقة الطي خلف الركبة المكان الأكثر عرضة لهذه العقد، ومن العلامات الواضحة لهذه العقد صعوبة طي الركبة، وثقلها عند صعود الدرج، مع ألم في الركبة أثناء الحركة.


ومن التفاسير العلمية لحدوث هذه الظاهرة:
أن القدمان هما أكثر عضو تستهدفه هذه الاحتقانات والاعاقات بسبب وفرة النهايات العصبية بهما، كما أن القدمين عادة ما تحشران داخل حذاء يمنعهما من الحركة الطبيعية. ومن ثم يحدث إبطاء في نشاط المد الطبيعي من الأعصاب والدم للقدمين،
كما تقع القدمان عند نهاية الدورة الدموية من أسفل مماّ يجبر الدم على الدوران صاعدا لأعلى مرة اخرى ضد قوى الجاذبية.
ويتسبب الاحتقان الناتج في إعاقة هذه الوظيفة، ممّا يؤدي إلى ركود السموم في القدمين.
العلاج:
ويمكن تفكيك هذه البلورات أوالعقد تدريجيا عن طريق التدليك العلاجي، باستعمال تقنيات ووسائل خاصة، يمكن هذا التدليك من إزالة معظم العقد بتكرار الجلسات العلاجية التي تتوقف على درجة صلابة العقد، وما يتبقى منها تزيله الدورة الدموية.
العلاج الوقائي من خلال تدليك الظهر والعمود الفقري:
العلاج الوقائي هام جدا للحفاظ على أداء الجسم وأعضائه بطريقة سليمة وأقلها مرة في الشهر مثل الصيانة الدورية للسيارات. وهذا الأسلوب من العلاج هو الطريقة الأفضل للحفاظ على صحة جيدة وحركة مثالية للجسم، ووقايته من أعراض كثيرة.. وليس علاج الألم فقط.
فالشخص المعافى أيضا يحتاج إلى تخفيف الضغط الواقع على الجهاز العصبي نتيجة لضغوطات الحياة اليومية التي يتعرض لها الجسم مثل.. عدم ممارسة الرياضة، الجلوس المستمر عند السياقة، أو الجلوس المستمر امام التلفاز، والوقوف بطريقة خاطئة،الاستلقاء غير الصحيح، التوتر وشروط العمل الصعبة. كل هذه الأمور تؤدي إلى مشاكل ميكانيكية تتعلق بالأداء غير السليم للعمود الفقري والجهاز العصبي،والتي ينتج عنها أعراض مرضية كثيرة..
فدرهم وقاية خير من قنطار علاج